
لم يعد التسويق الرقمي خيارًا إضافيًا للمشاريع الناشئة، بل أصبح حجر الزاوية في بناء العلامة التجارية، وجذب العملاء، وتحقيق النمو المستدام.
ومع ذلك، تقع كثير من المشاريع الناشئة في أخطاء متكررة أثناء تنفيذ حملاتها الرقمية، ما يؤدي إلى نتائج محدودة، أو في بعض الحالات، إلى إهدار كبير للموارد.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز الأخطاء التسويقية الرقمية التي تقع فيها المشاريع الناشئة، ونقدم حلولًا عملية تساعدك على تجنبها منذ البداية أو تصحيح المسار سريعًا.
غياب استراتيجية تسويقية واضحة
الخطأ:
العديد من المشاريع تبدأ في النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو إطلاق الإعلانات دون خطة واضحة، فقط بدافع “الظهور”، أو اعتقادًا بأن التواجد الرقمي كافٍ بحد ذاته.
النتيجة:
جهود غير متناسقة، ومحتوى غير مترابط، وهدر للميزانية دون عائد حقيقي.
الحل:
- حدد أهدافك بدقة (زيادة الوعي؟ توليد عملاء؟ مبيعات؟).
- استخدم أهداف SMART (محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، زمنية).
- صمم خارطة طريق تشمل الجمهور المستهدف، القنوات المناسبة، أنواع المحتوى، وآلية التقييم.
تجاهل تحديد الجمهور المستهدف بدقة
الخطأ:
الاعتقاد بأن المنتج أو الخدمة “تناسب الجميع”، ومن ثم صياغة رسائل عامة تخاطب الكل.
النتيجة:
رسائل بلا تأثير، وانخفاض التفاعل، وضياع فرص حقيقية للوصول إلى العملاء المحتملين.
الحل:
- أنشئ شخصيات المشتري (Buyer Personas) تمثل شرائح جمهورك الأساسية.
- اجمع البيانات من العملاء الحاليين، وتحليلات المنصات الاجتماعية.
- صِغ رسائل تسويقية مخصصة لكل شريحة، بلغة واهتمامات تلائمهم.
ضعف المحتوى أو عدم تنوعه
الخطأ:
التركيز فقط على “البيع” من خلال منشورات ترويجية متكررة، أو نسخ محتوى المنافسين دون هوية واضحة.
النتيجة:
ملل المتابعين، تجاهل الحسابات، وضعف التفاعل والانتشار.
الحل:
- اعتمد قاعدة 80/20 (80٪ محتوى قيم / 20٪ ترويجي).
- نوّع أنواع المحتوى:
فيديوهات قصيرة – إنفوجرافيك – منشورات تعليمية – قصص العملاء – بث مباشر. - حافظ على اتساق الهوية البصرية ونبرة الصوت.
الاعتماد الكلي على الإعلانات المدفوعة
الخطأ:
الاعتقاد بأن الإعلانات الممولة وحدها كافية لبناء قاعدة عملاء أو تحقيق نمو سريع.
النتيجة:
تكاليف مرتفعة دون نتائج مستدامة، وانعدام العلاقة طويلة الأمد مع العملاء.
الحل:
- دمج الإعلانات مع استراتيجيات نمو عضوي:
تحسين محركات البحث (SEO)
التسويق بالمحتوى
التسويق عبر البريد الإلكتروني
بناء علاقات مع المؤثرين المحليين. - استخدم الإعلانات الذكية (بناء جمهور مخصص، إعادة استهداف الزوار، اختبارات A/B).

5. إهمال تحليل البيانات والتقارير
الخطأ:
التركيز على النشر فقط دون متابعة النتائج وتحليل الأداء.
النتيجة:
عدم معرفة ما ينجح وما لا ينجح، وتكرار نفس الأخطاء مرارًا.
الحل:
- راقب مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs مثل:
معدل الظهور
التفاعل
التحويلات
معدل النقر - استخدم أدوات تحليل مثل:
Google Analytics
Meta Business Suite
أدوات تحليل إنستغرام وتيك توك.
6. ضعف التفاعل مع الجمهور
الخطأ:
نشر المحتوى دون الرد على التعليقات أو التفاعل مع رسائل المتابعين.
النتيجة:
فقدان الثقة، وانخفاض الولاء، وتراجع فرص البيع المتكرر.
الحل:
- خصص وقتًا يوميًا للتفاعل المباشر (ردود، شكر، محادثات).
- استخدم نبرة صوت إنسانية ودافئة تمثل علامتك التجارية.
- شجع الجمهور على التفاعل (استطلاعات، أسئلة، مسابقات).
7. تجاهل تجربة المستخدم
الخطأ:
امتلاك موقع إلكتروني أو متجر غير متجاوب، بطيء التحميل، أو معقد من حيث تجربة التصفح والشراء.
النتيجة:
هروب الزوار، وفقدان المبيعات المحتملة، وضعف ثقة العملاء.
الحل:
- استثمر في تصميم موقع سريع، متجاوب، سهل الاستخدام.
- قلل خطوات الشراء أو التسجيل.
- تأكد من توافق الموقع مع الجوال، وأضف وسائل دفع آمنة وسريعة.
الوقوع في أخطاء التسويق الرقمي أمر طبيعي، خاصة في المراحل الأولى من المشروع. لكن الاستمرار فيها دون مراجعة وتطوير يعني إضاعة فرص كبيرة للنمو وبناء علاقة مستدامة مع الجمهور.
لتفادي أخطاء المشاريع الناشئة:
- ابدأ بخطة واضحة تستند إلى بيانات.
- حدد جمهورك بدقة، واصنع له محتوى يلامس اهتماماته.
- وازن بين الإعلان والمحتوى العضوي.
- راقب الأداء باستمرار، وكن قريبًا من جمهورك.
التسويق الرقمي ليس مجرد نشر بل عملية متكاملة تتطلب وعي وتجريب وتعديل مستمر وكل خطأ يتم تفاديه هو خطوة إضافية نحو النجاح.
اقرأ أيضاً: لماذا يخسر موقعك الإلكتروني العملاء بدلًا من جذبهم؟
الاسئلة الشائعة حول أخطاء المشاريع الناشئة:
ما هي أسباب فشل المشاريع الناشئة؟
تركيز أصحاب المشاريع على منتجات أو خدمات ليس عليها طلب كبير من السوق المستهدف وتجاهل احتياجات السوق والعملاء
ما هي المشاكل التي تواجه المشاريع؟
- نقص التمويل هو من أكبر العوائق التي تواجه المشاريع
- المنافسة الشرسة
- إدارة الموارد البشرية
- التكيف مع التغيرات
- إدارة الوقت
- عدم الاستقرار المالي